-A +A
فاطمة آل تيسان
وسائل التواصل الاجتماعي أتت لتكشف جانبا لم يكن مرئيا بوضوح في المجتمع، هو جانب النكتة أو الفكاهة وأي نكتة ؟ إنها الساخرة الهادفة أو كما يقال بالمفهوم الحداثي نقد ساخر في رداء فكاهة.
وإن اختلفنا أو اتفقنا على أن لدى المجتمع روح النكتة أو أن الوضع طارئ ، غير ان الواقع المحبط الذي يعيشه البعض خاصة فئة الشباب هو من خلق تلك الروح وقد يكون الوضع أفضل من أن يستسلم الفرد لضغوطات الحياة وما فيها من إحباطات وأمراض نفسية مدمرة.

وحتى هذا الفن الساخر إن جازت التسمية ينطبق عليه المثل الشعبي «نضحك على ماينبكا منه» إلا أنه خلق من الصور المحبطة حوله كسوء الخدمات وتعثر المشاريـع ونحوها مادة فكاهية ساخرة لم تقتصر على الشفهي أو المحكي بل وجسدت رسما كما هو حال الرسوم الكاريكاتيرية والصور الحية التي يحرص البعض على توثيقها ليدعم بها نكاته. إن المتتبع للوسط الاثيري يلاحظ مدى الإبداع في صناعة النكتة وترويجها، غير أنها وعلى الرغم مما تحمله من سخرية وسرعة انتشار لم تحدث شيئا يذكر حيال ما تنتقده من خلل وتمضي الجهة المقصودة دون أن تديـر ظهرها. الفن الساخر متعدد الوجوه وكان المونولوج هو المسيطر في السابق إلا أن وجهه تغير إلى ذلك الفن المتشنج المسمى «راب» الذي يؤديه الشخص بنفس واحد يجعل المشاهد بدل أن يتفاعل ويبتهج للعرض يتعاطف مع المؤدي أن ينهي الوصلة قبل أن ينقطع نفسه لذا انعدم فيه جانب الجذب الذي تحظى به النكتة والرسم الكاريكاتيري . وإن كانت هذه الفنون جديدة أو هي وسائل سخرية إلا أنها جميعا حصاد عثرات من لا يملك قدرة التغيير في نفسه.